كفر الحمير

أحداث هذه القصة من وحي الخيال




كفر الحمير



( مقدمة )



كفر الحمير إحدى قرى الريف التي تعيش في منأى عن العالم فالقرية لم تعرف الكهرباء طريقها أليها وكان غالبية أهل القرية يعودون من حقولهم عند المساء ليتناولوا عشائهم (وهي الوجبة الرئيسية لديهم) ثم يناموا ليلتهم ليريحوا أجسادهم الواهنة من ذلك العناء الشديد الذي يصيبهم نتيجة شقائهم طوال النهار كي يبدأو يوما جديدا من العمل الجاد النشط ...


وهكذا ظل الحال ... الكل يعمل بلا إنقطاع ...



في أحد الأيام وبينما كان الجميع يعملون في حقولهم وتحديدا قبل وقت الظهيرة بقليل سمع الجميع نداء يطلب من أهل القرية الذهاب الى منزل عمدة القرية لأمر هام ... وهو ما كان ....



بعد أن تجمع الفلاحين في منزل عمدتهم (وهو ما يلقب بدوار العمدة ) خرج عليهم العمدة ليخبرهم بأنه قد طلب الإجتماع بهم ليناقش معهم بعض الأفكار الجديدة التي ستكون مفيدة لكل أهل القرية ومنها أن يهتم الفلاحين بالجانب الترفيهي في حياتهم.. وهنا أخذ العمدة يتحدث إليهم عن ضرورة تنظيم بعض المسابقات الرياضية لأبناء القرية على أن ينال من يفوز فيها جائزة قيمة ومن يخسر تقع عليه عقوبة تكون كلتاهما رمزية ثم تطرق العمدة إلى ضرورة العمل على تنفيذ ذلك بسرعه إلى أن قاطعه صوت شخصين من أبناء القرية قادمين من بعيد وقد فاتهم ما سبق من حوار دار بين العمدة والفلاحين وكلاهما يصيح في الاّخر وكان ثمة شجار يدور بينهما ..



توقف العمدة عن حديثه ملتفتا إليهما ثم نادى عليهما بصوت مرتفع ليعرف قصتهما التي أذهلت العمدة حيث بدأ الفتيان يقصان للعمدة أنهما كانا يتشاجران بسبب منافسة دارت بينهما بدأت فكرتهما عندما أشار أحدهما لصاحبة أن حماره أذكي من حمار صاحبه وعندها أعترض الاّخر ورد بأن حماره هو الأذكى فقرر كلاهما عقب ذلك الحوار تنظيم مسابقة ليرى كل منهما لصاحبه كيف أن حماره هو الأذكى .. ثم أخذ الشابان يشرحان للعمدة كيف وضعا بعض القوانين لتلك اللعبة وهي أن يقوم كل حمار بالسير لفترة زمنيه محددة لا يعلمها داخل أحد الحقول ليجمع بعض القطع الخشبية قام الشابان بإخفائها مسبقا على أن يكون الحمار الفائز هو من يجمع أكبر عدد من هذه القطع الخشبية عند أنتهاء المدة المحددة له أما الخاسر فهو الأقل في جمع تلك النقاط وكان الشابان قد قاما بوضع بعض القواعد لتلك اللعبة وهي أن يتم خصم وإضافه بضعة أرقام لعدد القطع التي سيجمعها كل حمار وفقا لحسن تصرفه داخل الحقل وسلوكه الراقي في تعامله مع منافسية من الحمير كما سيتم في نهاية المسابقه خصم ما سيأكله الحمار من حشائش سيسرقها بلا شك من الحقل من عدد القطع التي سيجمعها وكانت المنافسة في نهايتها ستكرم الحمار الفائز بأن يتوقف عن العمل والكد والشقاء لفترة من الوقت يعيش فيها في نعيم يقوم فيها الخاسر بما عليه من أعباء وأعمال ستجعل الخاسر يعيش نفس تلك الفترة في كد وشقاء عند نهاية المسابقة .



بعد ما إستطرد الشابان في شرح لعبتهما قاطعهما العمدة متسائلا عن سبب شجارهما حيث أشار بالنصح للشابين أن الأمر يجب أن لا يستدعي كل ذلك الخصام وأن يتقبل الخاسر الخسارة بروح رياضيه ولكن الشاب صاحب الحمار الخاسر قاطع عمدة القرية قائلا أن صديقه صاحب الحمار الفائز قد قام بإغراء حماره ببعض حشائش الحقل ليأكلها حماره ويخسر بعض النقاط ثم بدأ يوجه بعض الهجوم في كلماته إلى صديقه المخادع وهنا تدخل العمدة بينهما وقال أنه سيقوم بإعادة تلك المسابقة بينهما على أن لا يعودا للشجار وإتهام كل منهم للاّخر بالخداع وقال لهم عند النهاية لا تلوم غير نفسك وهنا فوجىء العمدة بأن الفلاحين من أبناء القرية كانوا قد بدأ كل منهم في تحدي الاّخر والتواعد لتنظيم مسابقة مماثلة فيما بين بعضهم البعض متحديا كل منهم الاّخر أن حماره هو الأذكي كما فعل الشابان من قبل وهنا لمعت عينا العمدة وضحك وهو يصيح في الجميع ... (الأسبوع القادم هو أول مسابقاتنا الترفيهية والتي ستقام بين حمير القرية وستكون بنفس القواعد التي أتفق عليها الشابان ولكن) .. إعتدل العمدة قليلا في وقفته وصاح في الجميع


( عند النهاية لا تلوم إلا نفسك ).


وهكذا بدأت مسابقة الحمير بكفر الحمير والتي أتفق الجميع على أن تستمر لمدة سبعة أيام متتالية تم الإتفاق على أن تكون هذه المدة لا يعلمها حمير القرية لكي يعرف الجميع من هم أذكى حمير القرية اللذين سيعيشون في هناء دون عمل لمدة أسبوع كامل بعد إنتهاء الأسبوع المحدد للمسابقة .



*****



وهكذا بدأت المسابقة بين الحمير لتجميع النقاط داخل الحقول قبل النهاية والحساب ...



*****



ترى ماذا فعل الفلاحين من حيل يوسوس ويكيد بها كل منهم لحمار منافسه كي يضمن خسارته أمام حماره ؟؟؟؟؟


وما مدى تجاوب الحمير مع تلك الحيل؟؟؟؟؟؟


و ماذا فعل الحمير داخل الحقول قبل النهاية والحساب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



****


هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة



تحياتي